حوار مع القاريء والمنشد الديني مُحمَّد سَلامة

حوار مع القاريء والمنشد الديني مُحمَّد سَلامة .. دُنيا بلا دينٍ تُعد حافة الهواية، نماذجٌ جمعت بينهما ليكون مبتغاهم جنة الدُنيا والآخرة معًا، مناراتٌ لبصيرة من حولهم وتصحيحٌ لميلهم.

حوار اليوم مع المُنشد الديني والقاريء: مُحمَّد سَلامة.

طالب بالفرقة الثانية بكُلية الطب البيطري جامعة القاهرة، أحد مواليد قرية برطس التابعة لقسم أوسيم بمُحافظة الجيزة، أبلغ من العُمر الـ 20 عامًا.

حافظ لكتاب الله، لله الحمد علىٰ فضله، رُزقت موهبة الإنشاد الديني وتلاوة القُرءان.

والحمد لله الذي منّ عليّ بصوتي، الذي أرى أن الناس استحسنوه وأحبوه فأسأل الله أن أستخدمه فيما ينفع لعله يكون نجاتي من النار.

🔹في خضم الصراع الناشب بين الإنفتاح والإلتزام، ومُراعاة الآخرة قبل الدُنيا يظهر لنا نماذج كثيرة تحاول الإصلاح ونشر الصلَاح.

ما دوافعك لإختيار هذا الطريق؟وماذا بوسعك أن تُقدمه؟

أما الدوافع فقد قال الله عز وجل ﴿ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ﴾ ونحن لا نريد إلا الفوز في الآخرة قبل الدنيا، لأن الدنيا فانية والجنة باقية، فهل نبيع آخرتنا مقابل دنيا زائلة !

أنا أحاول أن أبذل ما أستطيع وغايتنا رضا الله، لعل الله يهدي أحدًا على أيدينا فنفوز بذلك ففي الحديث عَنْ سَهْلِ بن سعدٍ، ، أنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ لِعَليًّ،

﴿ : فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم ﴾ متفقٌ عليهِ.

🔹هنالك الكثير يلبسون الحق بالباطل ويقللون من شأن من يحاول الإلتزام ويعايرونهم بذنوبٍ قديمة، كيف ترىٰ هذه الظاهرة؟

وكيف يمكن مواجهتها أو الحد منها؟

وجه رسالة لمن يقوم بمثل هذا الفعل!

أما الذين يلبسون الحق بالباطل ويحاولن التقليل من شأن المسلم الذي يحاول الالتزام فشأنهم عسير ﴿ أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ﴾، قال الله عز وجل ﴿ ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ﴾ هذا نهي صريح عن التلبيس في الدين فعقابه أليم.

وهذه الظاهرة لا يقوم بها إلا الجهال من الناس، فالذي لا يفعل ذنبا إنما وُفق من الله ﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله ﴾ بل يجب الحمد والشكر لله على هذه النعمة.

أنا أرى أن حل أي مشكلة هي العلم، فلو علمنا في الأصل ما سبب المشكلة نستطيع حلها، لذا معرفة أن تلك الصفة المذمومة عقابها أشد، وهنا إن علموا عقوبتها انتهوا عنها، يقول ابن القيِّم: (إنَّ تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثمًا مِن ذنبه، وأشدُّ مِن معصيته؛ لما فيه مِن صولة الطَّاعة، وتزكية النَّفس وشكرها، والمناداة عليها بالبراءة مِن الذَّنب، وأنَّ أخاك باء به، ولعلَّ كسرته بذنبه، وما أحدث له مِن الذِّلَّة والخضوع والإزراء على نفسه، والتَّخلُّص مِن مرض الدَّعوى والكِبْر والعُجْب، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرَّأس، خاشع الطَّرف، منكسر القلب أنفع له، وخيرٌ مِن صولة طاعتك، وتكثُّرك بها، والاعتداد بها، والمنَّة على الله وخَلْقِه بها، فما أقرب هذا العاصي مِن رحمة الله، وما أقرب هذا المدِل مِن مقت الله ﴾

لذا يجب أن ينتهوا عن تلك العادة لأنها مذمومة.

🔹في مجالات الحياة المُختلفة وأنشطتنا المتنوعة نُلاقي نقدًا لاذعًا، يحدث عندما تدعو أحدهم لأمر ما أو تحثه على ترك ذنب ما أن ينهال عليك بالعديد من العِبارات المُثبطة والشائع منها لو تحدثت بأمر ديني “أنتَ هتعملنا فيها شيخ”؟

كيف ترد على مثل هذه التعليقات؟ وما وقعها في نفسك.

هؤلاء يُعذرون، فقد خلا عالمنا من طرق الدعوة المعهودة، وتصدر الفنانون والراقصات والمغنون رأس الهرم، هذه ناتجة عن انعدام الدين في حياتنا، قلما تجد أحدا حافظا للقرآن أو مواظبا على الفروض، ما لنا إلا أن نفعل ما بوسعنا، وأن ننصح لله ولرسوله، حتى تقوم عليهم حجة الله الدامغة وتظهر حكمته البالغة، وبهذا فعلنا ما نحن مكلفون به وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وقعها في النفس قد يلاقي الواحد منا حزنا ولو بسيطا، ولكن ﴿ ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون _ فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين _ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ﴾ الحجر.

🔹”يُقال أن بذرة الخير يزرعها الأهل وحدهم بأبنائهم”.

من وجهة نظرك هل تنطبق هذه العبارة علىٰ الجميع بحد السواء؟ وما دور أهلك فيما تسعىٰ له!

مقولة لم يكتمل بنائها، الأهل هم العامل الرئيس في تربية أبنائهم، وكما يقال ﴿ يخلق من ضهر العالم فاسد ومن ضهر الفاسد عالم ﴾

وهذه حقيقة فبعض تأثيرات الحياة قد تؤثر على الأبناء، ومعظم الآباء الآن يهملون بنيهم وآسفاه.

الأهل قد وقفوا بجانبي بحكم أننا عائلة مسلمة متبعة لتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم.

🔹دع الخلق للخالق، وما شأني!

تتكرر هذه العبارة كثيرًا علىٰ مرأى ومسمع الجميع، ما قولك فيها.

عبارة خاطئة مخالفة لأوامر الله أوَ ما سمعنا قول الله ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾

وقال أيضا ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

أرأيت أن المفلحون هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ؟

يكفي أن الله أمرنا بهذا.

بين الإنشاد الديني والغناء.

🔹وجه نصيحة لمن يتأرجح بين شقي الرحىٰ وغير قادر علىٰ تحديد أيٌ منهما يختار!

وهل يختار أحد أن يُلقي بنفسه إلى التهلكة، الأغاني من المحرمات وهذا معروف ولا ينكره إلا من اتبع هواه وختم الله على قلبه وجعل على بصره غشاوة، يختار الإنشاد بدون سؤال أو تأفف، لأنه من المباحات وليس بمحرم، والأفضل لو اتجه لكتاب الله.

🔹لو طُلب منك تنظيم برنامج دعوي لإرشاد من هم في نفس شريحتك العُمرية، ما مُقترحاتك لمثل ذلك!

أنا أرى أن تعليم السيرة النبوية للناس هي أفضل طريقة لإرشادهم، الأمر محزن ألا يعلم أحدنا اسم الرسول عليه الصلاة والسلام ونعلم اسم لاعب كرة قدم وأهله ونسبه وأصله وفصله وجنسيته وأي نواد لعب بها وما مرتبه وكم هدفًا سدد وكم لاعبا راوغ، هذا محزن للأمة الإسلامية، المجالس بين الأصدقاء واختيارهم مهمة لإفادتهم، جلسة أسبوعية خير من كل هذا اللهو.

🔹هنالك العديد من الشيوخ الأجلاء علىٰ الساحة، وجميعنا رأينا نظرة الإعلام لهم وكمية التعجب من إقبال الناس علىٰ سماعهم والتفاعل معهم.

ما تعليقك علىٰ ذلك.

ومن أكثرهم تأثيرًا بوجهة نظرك!

الإعلام سلاح ذو حدين، قد يضلل وقد يقول الحق، أولئك الشيوخ لهم فضل كبير وطريقتهم محببة لبعض الناس، أكثرهم تأثيرا لا أستطيع أن أجزم لأحدهم بالأفضلية، ولكن أرى أن الدكتور محمد الغليظ له تأثير كبير والمهندس علاء حامد والمهندس أيمن عبد الرحيم يحبه الكبير والصغير، هؤلاء يحبون الخير للناس فأحبهم الناس.

🔹إن أردنا ترشيحاتك لبعض الدُعاة الأكثر تأثيرًا لمُتابعتهم والإستفادة من علمهم، من منهم تُرشحهم لنا!

وما نقاط قوة كل منهم؟

  • يوجد محمد الغليظ ﴿ بحس إنه بيشتغل على ضميرك ﴾
  • علاء حامد ﴿ أحسبه على خير وطريقته تدخل قلبك بابتسامته ﴾
  • ياسر ممدوح وأنا أحبه شخصيا ﴿ بيكلمك بلغة العصر ﴾
  • أيمن عبد الرحيم ﴿ موسوعة علم ﴾
  • أحمد سبيع ﴿ لدينك وإبعاد الشبهات عنك ﴾
  • إياد القنيبي ﴿ تثقيفك، سيعطيك علما مفيداً بطريقة سلسة وجذابة وأنصح بمتابعته}
  • الشيخ سمير مصطفى ﴿ تزكية القلب رجل رائع يحبه الجميع ﴾

🔹في النهاية وجه نصيحةً لأقرانك ووجه كلمة شُكر لمن قام بمساندتك للوصول لهنا.

نصيحتي أن نجعل الله أمام أعيننا أن نعبد الله كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا

أنا أتوجه بخالص الشكر والإمتنان لكل من ساندني للوصول إلى هنا والله المستعان.

كان معكم باللقاء//

 هاجر مُصطفىٰ إسماعيل

 

اقرأ أيضًا

لقاء مع الكاتبة نشوه أبو الوفا

الكاتب “علي قطب” في لقاء الأمنيات

لقاء مع الكاتبة مروة البطراوي

Leave a Reply

Skip to toolbar