صرح الكاتب والشاعر “محمد وجيه” بأنه يسعى إلى تحقيق أحلام الكتاب الشباب، وقد أنشأ دار نشر “ديوان العرب” للنشر والتوزيع بغرض أن تكون بيتًا يجمع الكتاب تحت مظلة واحدة.

  • “محمد وجيه”، العمر (٤٠) عام، مؤهلاته: “بكالوريوس خدمة اجتماعية”.
  • من سكان محافظة بورسعيد، أجمل مدن مصر.
  • درس اللغة العربية والأدب بعد دراسته الأساسية.
  • قام بإنشاء دار نشر “ديوان العرب” بغرض أن تكون بيتًا يجمع العرب تحت مظلة واحدة، وعلى أمل أن نجتمع يومًا بكل الدروب وليس درب الأدب فقط!

س:

ما مواهبك؟

  • الكتابة.

س:

إلى أي مجالات الكتابة تنتمي كتاباتك؟

  • أعشق الشعر وأكتب في جميع أجناس الأدب، لكن لا يملك قلبي أي لون أدبي كما يملك الشعر كياني.

س:

كيف كانت بداياتك مع الكتابة ومتى اكتشفت تلك الموهبة؟

بدايتي كانت منذ الصغر فلم أكن إنسان اجتماعي، وسخرت وقتي منذ الصغر للكتابة فكنت أكتب في المدرسة حتى أنني كنت أحفظ ما أكتب كاملًا، بالطبع كانت كتابات طفولية بلا أسس وتدرج معي الأمر بكثرة القراءة، فكانت كتاباتي بمثابة صديقي الصدوق.

كانت أولى كتاباتي البسيطة أو نقطة البداية بالنسبة لي ديوان شعر بعنوان “نزيف القلب العاشق” وتوالت الكتابات تباعًا حتى توقفت تمامًا منذ عام (٢٠١٩) وذلك بعدما أنشأت دار النشر ولم يكن هناك خيار إما كتاباتي أو الأدباء وتحقيق أحلامهم وقد اخترتهم هم وتوقفت عن الكتابة تمامًا.

س:

هل ندمت على تركك للكتابة يومًا؟

  • صدقًا لم أندم في يوم من الأيام والسبب هو رؤيتي المستقبلية، فأنا أرى ما لا يراه أحد إطلاقًا إلا فاعله، تخيلي أن يجعلك الله سببًا لسعادة قلب إنسان، إنه إحساس لا يضاهيه أي إحساس، فهو قمة السعادة والرضا والسجود (شكر لله)، لكن لا أنكر أيضًا وليس بندم وإنما دائمًا ما أشعر بالألم كأنها السعادة وقد اختلطت بنزيف من وجع القلب والروح العاشقة للكتابة والتعلم.

س:

لكن لكل كاتب قضايا تؤرقه وأحاسيس يود لو سكبها على الورق ليستريح من حمولتها فماذا فعلت لتستريح منها ولو لبعض الوقت؟

  • بالطبع أتفق معك في هذا الأمر، لكني أصبحت حبيس خدمة الأدب والأدباء، فكما ذكرت لكِ من قبل سعادتي ممزوجة بألم شديد فلا هي سعادة صافية، ولا الألم ينتهي أو تتساقط أوراقه مع ثمار السعادة التي أراها بالقلوب.

س:

ما الأدوات التي يجب أن يمتلكها الكاتب؟ والروائي على وجه التحديد لكتابة رواية جيدة؟

  • الثقة بالنفس والثقافة في المقام الأول، بالإضافة إلى إيمانه بنفسه وبقدراته وأنه قادر على تحقيق غاياته، وأن يتحدى ويحطم كل صخرة سوف تواجهه في طريقه، فالحلم ليس سهل، وليكن على ثقة أن الله لا يزرع بقلب إنسان حلم إلا وهو يعلم أنه قادر على تحقيقه، ويملك ما يؤهله لتحقيقه فالله رحيم بنا ولن يخلق بقلوبنا أحلام لا نملك تحقيقها ليعذبنا بها، ثانيًا ثقافته وكثرة اطلاعه وأن لا ينتهج نهج أحد بل يرسم شخصيته المستقلة حتى لو قرأ مليون كتاب.

س:

هل للكتابة قواعد يجب الالتزام بها؟ وما طقوسك في الكتابة؟

هي طقوس خاصة تختلف من شخص لآخر ويمارسها كل أديب وفق طبيعته.

طقوسي السابقة والتي ولى عصرها هي:

لا بد أن أقضي فترة طويلة تعادل عشرين ضعف فترة الكتابة في البحث وجمع الحقائق من أشخاص في الواقع والكتب والمراجع التي تساند فكرتي التي بنيت عليها الكتابة.

ثم أتوكل على الله في الكتابة.

وأترك العمل لفترة وأعيد القراءة لكن بعين قارئ وليس كاتب، وذلك لمعالجة السلبيات.

ثم أتركه فترة أخرى وأعيد القراءة بعين ناقد، ولست بناقد لكن بقدر المستطاع، وأعالج السلبيات ثم أتوكل على الله بطباعة الكتاب.

س:

ماذا لو طالبك القراء بالعودة للكتابة؟

  • أمر مستحيل فهو قرار وقد قبلته برضا نفس، فلا وقت إطلاقًا إما أن أكتب وإما أن أكون سببًا من الله في تحقيق الأحلام، وقد اخترت ما هو خير وأبقى “سيرة طيبة أفضل من مليون كتاب باسمي”.

س:

لمن تقرأ من الأدباء؟

في الحقيقة قرأت لمعظم أدباء العصر الحالي، ووجدت أمرًا عجيبًا جدًا وهو أن الأغلبية العظمى من الأدباء تكون كتاباتهم قوية جدًا في البداية وخاصة “العمل الأول” لكل كاتب، ثم يتجه أحد الاتجاهين وهما: إما أن يبتذل وتتحول كتاباته لإسفاف وانحدار بالأخلاق أو يأخذ الاتجاه الآخر بأن يخترع آراء وأفكار لا منطق ولا عقل ولا حتى دليل عليها.

يكون ذلك إما بالتحريف الديني أو التاريخي أو مناصرة ما يذهب بنا إلى طريق مظلم، ولم أجد أديب أو روائي يستحق المتابعة غير الأديب الأردني “أيمن العتوم” فهو الوحيد الذي يبدع ويستمر في الإبداع دون إسفاف أو آراء همجية…

س:

ما نصيحتك للكتاب الشباب وخصوصًا المقبلين على تجربة النشر الأولى؟ كيف يتخطى هذه العقبة؟

  • ثق بنفسك واسع لتحقيق حلمك ولا تنظر لكل صخرة أو تتوقف عندها، اكمل طريقك واستعن بالله فهو من يسمعك ومن يمهد لكل الدروب وييسر لك كل عسير.
  • بالطبع ليست الساحة الأدبية بأكملها سيئة، فهناك بعض دور النشر المحترمة حتى وإن كانت قليلة لكنها موجودة، وعلى القادم للتجربة أن يمعن النظر فيما يسمع من كلام دار النشر ويحكم عقله في كل شيء، وبعض التركيز يجعله يميز الصدق من الكذب.
الكاتب محمد وجيه
الكاتب محمد وجيه

س:

هل أنت مع فكرة التصنيف بمعنى أنا “كاتب قصصي”، أنا كاتب روائي “رعب” وهكذا أم أن هذه المصنفات لا قيمة لها؟

  • هي عملية نسبية فمن يملك ملكة الكتابة لجنس ما دون الآخر فكيف له أن يكتب في شيء لا يملك الهبة الربانية له، إنما هناك من يكتب جميع الأجناس أو التصنيفات، فهو إما يملك ملكة الكتابة بكافة ألوانها أو يتطفل على بعض الأجناس فنجد كتاباته فيما منحه الله رائعة وفي الجنس المتطفل عليه كتاباته مبنية على الأسس الأكاديمية من شروط وبناء الجنس نفسه لكنها تفقد الروح كجسد بلا روح.

س:

ما رأيك في انتشار ظاهرة كتاب روايات الرعب والسحر بكثرة في الآونة الأخيرة؟

  • نفس المنطق الذي تحدثنا فيه مسبقًا “التقليد الأعمى” السعي وراء المنتشر حتى وإن كان بلا قيمة، هو والله وباء ما بعده وباء وسبب كبير في دمار الثقافة العربية.

س:

ما رأيك في حال الأدب في العصر الحالي؟

حال الأدب في العصر الحالي لا يمكننا سوى قول “البقاء لله” وذلك لأننا أمام أمرين وكلاهما أخطر من الآخر فالأول يتمثل في “نظام ثقافي” قائم بأكمله على دعم مشاهير الكتاب.

هناك من المشاهير من يعدل مسار كتاباته لتتحول إلى الانحلال والتخلي عن كل المبادئ والقيم والأخلاق كما ذكرت سابقًا عندما يجد كل الأبواب مفتوحة على مصراعيها وتتهافت عليه شركات الإنتاج التي أصبح معظمها ملك للجزار والنجار والحداد والموضوع بالنسبة لهم “تجاري بحت” وبالتالي تنحدر كل الثقافات الفكرية ويؤثر بالسلب على الوسائل المسموعة والمرئية.

نتطرق لجانب آخر وهو القراء الذين يتهافتون كما السرب الهائم خلف أي فيروس قد انتشر بدلًا من أن يتجنبوا الاقتراب منه فنجد القراء يتهافتون على أي اسم انتشر حتى لو كان كتابه أكذوبة كتابية لا يحمل فكر ولا مضمون ولا معنى ولا قيمة وكأنها عدوى وتقليد أعمى، نأتي للجانب الآخر أو الجانب المظلم أو الأمل المنتظر وهما الأدباء الجدد، من يمد إليهم يد العون؟!

لا أحد وذلك لأن دور النشر أصبحت تتصارع على المشاهير أيضًا ولا مكان للأمل البعيد أو الأديب الجديد الذي ينتظر فرصة حقيقية تظهر أنه أفضل من هؤلاء المشاهير فيصيبه الإحباط من تعامل دور النشر من جانب وإقبال القراء على التقليد الأعمى ومتابعة المشاهير حتى وإن سقطوا في بئر الرذيلة والإسفاف من جانب آخر.

س:

ما السبب في هذه الحال التي وصلنا إليها؟

  • السبب الأعظم القراء، فقد اعتادوا منذ عشرات السنين أن يذهبوا للبحث عن كتب “نجيب محفوظ” و “إحسان عبد القدوس”  وما شابه ذلك من قائمة طويلة من كبار الأدباء.
  • لست ضد هؤلاء الكتاب بالطبع هم قامات أدبية، على الرغم أن الكثير منهم أصبح بناء فكرته أو روايته على أسس لم تعد متوفرة، كثيرًا ما نقرأ بعض الكتب ونجد بها سذاجة وهي ليست سذاجة بالمعنى الحرفي لكن هي فقط لم تعد تناسب عصرنا الحالي!، وللأسف لا يعطي القراء أي نسبة من فكرهم في الشراء لكاتب جديد فالقائمة عندهم بهذا الترتيب:

“أدباء العصر القديم”.

“الأدب الغربي”.

“أدباء العصر الحالي من المشاهير فقط”.

ولكل نقطة من هذه حديث مفصل، لكن باختصار الأدب القديم لم يعد يناسب العصر الحالي ومتطلباته، والأدب الغربي نحن أفضل منه بمراحل عدة، لكنهم وجدوا الدعم الذي لم نجده نحن بوطننا العربي والمشاهير “أكذوبة” تسقط نفسها بالتدني والسعي وراء المادة.

  • الجانب الآخر دور النشر كما ذكرت مسبقًا التي تسعى بل تتصارع خلف المشاهير فتصنع آلهة فرعونية جديدة، فتجد الكاتب يطلب مبالغ مالية كبيرة لكي ينشر بالدار ويملي شروطه والدار في المقابل لا فرق لديها؛ ذلك لأن أعمال الكاتب سوف تحقق مبيعات كبيرة وتعوض الدار عما أنفقت، وبالتالي يتدنى الكاتب كيفما شاء ويبتذل ويصنع آراء همجية لأنه رأى نفسه إله ومرغوب في كل مكان حتى القراء الذين يصنعون من إسفافه اقتباسات وتنتشر لدى العديد منهم.
  • بكل صدق لا أمل في الثقافة في العالم العربي إن بقي الوضع تحت طائلة “مشروع تجاري” ومظلة اعتكاف القراء عند هذا الترتيب الثابت.

س٧:

البعض يتهم دور النشر بأنها السبب الوحيد وراء هذا التدني كونك صاحب دار نشر وكاتب ومثقف ما الأسباب الحقيقية وراء هذا التدني بالإضافة للمشاهير وتدني المستوى؟

بالطبع دور النشر تتحمل جزء من المسؤولية، لكن قبل دور النشر القراء أنفسهم هم أول يد تصفع بها دور النشر الثقافة والأدب والأدباء، هي عملية منطقية لو رأى أصحاب دور النشر إقبال القراء على ترتيب صار محفوظ بالإقبال على أعمال الكتاب المشاهير والقدامى فلن ينفقوا المال في دعم الأدباء الجدد غير المعروفين.

لكن إن تغير الوضع وأقبل القراء على شراء أعمال الكتاب الجدد سيتغير الوضع وتقبل دور النشر عليهم وتدعمهم، أو على الأقل سوف تستخدم هذه الأموال في عمل دعاية مجدية للحراك الثقافي.

مع ذلك لا أنكر أن كثير جدًا من دور النشر “تجارية بحتة ” وتعد الصخرة التي تتحطم عندها آمال الأدباء لارتفاع تكاليف العمل أو جشع معظم دور النشر.

لكن وبكل مصداقية وليس لكوني المتحدث عن دار النشر التي أملكها وكل ما أقوله بالدليل المادي القاطع غير قابل للشك، فدار النشر التي أملكها هي الوحيدة ليس بمصر بل بالعالم أجمع “غير التجارية” ومستعد لمواجهة أي إنسان.

س:

وسط هذه الاتهامات التي حاوطت دور النشر دون استثناء لأي دار نشر وجدنا صمت من قبل دور النشر وهذا يزعج بعض الكتاب فما رأيك في هذا الأمر؟

  • هناك بعض الدور صمتت ولا يمكنني التحدث عنهم، لكنني أتحدث عن نفسي فلم يحدث الصمت من دار النشر التي أملكها، بل بالعكس دعمت آلاف الأدباء ولن أقول عشرات أو مئات هل فعلها أحد من قبل؟
  • هل طبعت أي دار نشر بكوكب الأرض كتاب فقط (١٠٠) جنية مصري؟!
  • هذا بخلاف العديد من المنشورات والمقالات التي قمت بنشرها بالمجلات والجرائد أحذر وأنبه فيها من بعض النقاط الهامة الواجب معرفتها كي لا يقع أحد في فخ دور النشر المستغلة للمواهب الشابة، حتى لا يستطيع أحد خداعهم وتتهدم أحلامهم.

س:

كيف نواجه تدني الثقافة وننهض بالأدب من جديد؟

عندما يستعيد القارئ هيبته ولا يصبح بمثل هذه الحالة المزرية التي هو عليها، عليه أن يستوعب أنه أول وأهم آلات الهدم والبناء فلماذا يصر على أن يبقى آلة هدم فقط؟.

لابد أن يكون للأدب الحالي نصيب من أولوياته وخاصة الأدباء الجدد، عليه أن يستوعب خارطة المشاهير ويقرأ لمن يبدع حقًا وليست شهرته من عمل لم يقدم بعده أرقى، أو من تسلط عليهم دور النشر الدعاية الوهمية؛ لأن في الآونة الأخيرة سقط البعض منهم فعلًا ولجأت دور النشر للدعاية الوهمية والخرافات ليعيدوا له مكانته وللأسف هناك من يصدق كل تلك الأكاذيب.

إن تغير القارئ سوف تتغير من خلفه أفكار وأيدلوجية دور النشر وكذلك الكُتاب المشاهير والجدد؛ لأنهم سوف يعلموا أن القارئ العربي أصبح متذوق جيد للأدب وليس مغيب يتبع القطيع.

س:

من كان مفاجأة المعرض هذا العام بالنسبة لك؟

  • “معرض القاهرة” كان معرض له اعتبارين فلو أخذنا الاعتبار الأول فترة توقف طويلة وحذر وحظر وخوف نفسي بسبب وباء كورونا يعد معرض القاهرة معرض جيد جدًا، لكن لو تمت المقارنة بشكل طبيعي دون التطرق للوباء فهو معرض متوسط ولم يكن به مفاجآت غير الإقبال الجيد رغم الوباء، لكن بشكل شخصي أعظم مفاجأة لي بالمعرض كم الأدباء الذين انضموا للدار وبعيدًا عن الإبداع الراقي ما فعلوه بجناح الدار وكأنهم جميعًا أصحاب الدار وهذا قد أسعد قلبي بلا حدود لما وجدت منهم من تعاون ومحبة فكانوا يعملون بأيديهم في الجناح.

س:

لا يمكن لإنسان أن يمشي الدرب بمفرده فلا بد أن تمتد له يد العون فمن كان معك في الدرب لتحقق الدار كل هذا النجاح في هذا الوقت القصير؟

  • لم أكن أحقق كل هذا النجاح بغير عدة أمور أولها وأهمها توفيق “الله سبحانه وتعالى” (فله الفضل والحمد والشكر)، السبب الثاني والذي تم أيضًا (بفضل الله) المضاعف على عبده الضعيف أن وهبني فريق عمل يعشق الأدب والأدباء لا يتوانى عن العمل بكل محبة وإخلاص وعلى رأسهم الدكتورة “فادية محمد هندومة” مدير عام الدار والدكتورة “هبة ماردين” المدير التنفيذي للدار إلى جانب باقي فريق العمل الرائع المتميز، أما العامل الأخير ثقة الأدباء وحسن تعاونهم.

س:

ما مشروعاتك القادمة؟

إن كان بالعمر بقية فيدي ممدودة لكل أديب جديد يحمل قلم راقي، ولن يأتي يومًا ما دمت حيًا وأخاطب أي كاتب من المشاهير رغم نصيحة الكثير من الأصدقاء بتواجد بعض المشاهير بالدار، ولكني ضد رأيهم تمامًا فالكاتب المشهور لا يحتاجني والكاتب المبتدئ هو من يحتاجني حقًا، وأنا معه قلبًا وقالبًا ولن يحدث وأكرر أن أخاطب نجم مشهور ليضيف للدار.

فالدار ليست بحاجة لمن يضيف لها وإنما تكون هي في بؤرة حساباته وهي من تضيف له، واستثني من كلامي أديب وشاعر ليس لأنهم من المشاهير ولكن لأنهم حقًا رواد إبداع وأتابعهم بشكل شخصي ولو لم أكن أملك دار نشر سوف أتابعهم باستمرار وأمتع روحي وعقلي بما تخط أيديهم من جمال ورقي وسمو إبداعي وهما الكاتب الأردني “أيمن العتوم” والشاعر المصري “عبد العزيز جويدة ” فهما استثناء في هذا العصر.

س:

ما أمنياتك للمستقبل؟

أن نؤمن بأنفسنا وأننا أفضل وأعظم من الغرب فقد قال (الله سبحانه وتعالى) أننا: “خير أمة أخرجت للناس” لكن للأسف لا نؤمن بذلك رغم إيماننا (بالله وبكتابه) لكن يغلبنا عقدة نفسية على كل المستويات بالانبهار بالغرب رغم أنهم أقل منا شأناً، وعلى المستوى الشخصي أتمنى من الله أن يوفقنا وأن تكون الدار ملاذ وبيت يحقق أحلام الأدباء دون غش أو استغلال وبكل معاني الرحمة والإنسانية.

س:

الأعمال المنشورة للكاتب محمد وجيه:

  • نزيف القلب العاشق – ديوان شعر فصحى – 2016
  • أحلام ميتة- ديوان شعر عامية – 2017
  • مدرسة إبليس – ديوان شعر عامية – 2018
  • خلق ولم يولد – رواية – 2019
محمد وجيه
الكاتب محمد وجيه
  • الوتر الحزين – ديوان شعر فصحى – 2019
محمد وجيه
الكاتب محمد وجيه

ختامًا نتمنى لك التوفيق والنجاح.

نترككم مع باقة عطرة من كلماته الندية ومشاعره الصادقة.

الشاعر والكاتب محمد وجيه

“طــروادةُ العصـــرِ”

لا تـبكِ لا … لا تـنـدمُ

وقُلْ ودَاعًا لا تَخَفْ

ما مرّ زيدٌ يبْغي مفازا

أو كانَ عنترْ

بدارِ عبسٍ

مُرْتَجِفْ

أما علمتَ أنَّ زليخةَ أغلقتْ

أبوابًا سبعةْ

وأحكمتْ

لكنَّ يوسفَ لمْ يقفْ

قُدّ القميصَ

ولمْ يخفْ

لم يبقَ إلا

تعترفْ

أنَّ الجميعَ عند بابكَ

يعتكفْ

رفعوا جناحَ الاهتمام

وكادَ يبدو

مُختلفْ

صَدّقتُ أنَّ عصْرنا

بهِ المبادئ

على الشواطئ

ترتشفْ

زبدَ الوفاءِ

ريمَ البقاءِ

ضحكتُ فرحًا

فَهَامَ قلبكَ يغترفْ

كانَ اغترافًا

مِنْ جحيمٍ منسعرْ

الآن أنتَ تكتشفْ

للناي حقًا

لحنٌ حزينٌ لكنّهُ !!

لسان العدو المبين المعترفْ

 

مَنْ طلب يومًا

أنْ يَرى

ولا يُرى

أمرهُ باتَ يسيرًا إنّما

ما حالُ خلقٍ

للآنْ تأبى تعترفْ ؟؟

سجعُ القصيدِ والإيجازُ ربَّما

مِنَ البلاغةِ إنّما

لا بدَّ دومًا تلتحفْ

صِدْقَ المشاعرِ عندما

أنَّ الفؤادُ أو نزفْ

وهل بالحياةِ دُرٌّ نفيسٌ

إلا هواه صدقٌ عظيمٌ

وكان عِشْقًا بالصحفْ

طروادةُ عادتْ

والجيشُ حقًا

قدْ زحفْ

لكنّها !!

عادتْ بوجهٍ

غير هذا الذي يومًا

قدْ عُرِفْ

عادتْ بقائدها العظيمِ

بصوتٍ أجشُ قدْ هتفْ

حيَّ على

نَحْر المبادئ والقيمْ

وأدُ الفضائلَ والكرمْ

أبغي القلوب مِنْ صدفْ

هيّا انثروا

تفاحَ عهدٍ قدْ سبقْ

زينوا كلَّ الفؤادِ

بالغسقْ

واحرصوا

أنْ يكون الأخَ للأخِ

هدفْ

عقّر فؤادكَ

لا تخفْ

 

نبضَ الحياةِ

صَارَ عقيمًا

لا شغفْ

والحبّ أضحى منتحرْ

كلُّ الثنايا داخلكَ

النبضُ فيها قدْ وجفْ

لملمْ بقاياكَ التي أفنيتها

وارتحلْ

منذُ ولجتُ الدّرب هذا

كنت دومًا منشغل

إطعام آل البيت حتّى

إنْ كنْت منهمْ تنفعلْ

ما كان يعنيكَ المقابلَ

فكنت تحيا صائمًا

عن الكلام لكلِّ باغٍ

مبتذلْ

طروادةُ عادتْ فأصبحَ

الكاتب محمد وجيه

عالي المقامِ

كلَّ غليظٍ منتحلْ

عقّر فؤادك

واعتزلْ

دع المحرابَ لمَنْ أرادَ

واختزلْ

سياطًا كانتْ

وسوف تكونْ

فالغدر صار

كالفروض ونافلةْ

عقر فؤادك لا تخف

لا تبكِ حتّى تأسفا

على السنابلِ التي أسقيتها

مِنْ ماءِ عدنٍ صادقٍ

كان الحصادُ جَمْرَ الجحودِ

والخيرُ فيها قدْ عَجَفْ

أكمل حياتكَ

لا تخفْ

 

فالموت مِنّا

كم خطفْ

وقطارُ العمرِ يمضي

لا يقفْ

عقّر فؤادكَ

وارتحلْ

لا تخفْ

لا تخفْ

الكاتب محمد وجيه

حَـاوَلْـتُ أنْ أحْــيـا كـمـا قـال الـنّـبـي

ونـســــيـت أن العـصـر ولّـى للغــوى

 

مَـا عـَاد فـيـنـا غـيـر صـوتٍ أعْجَمِي

ضلَّ الطريـق الـقـلْـب لـمّا قَـدْ هــوى

 

عِـشْـق الحـيــاة وزيــفـها يـغــتـالـنـا

يُـلقـي بِـنَـا كـفَـريـسَــةٍ بـاتَـتْ خــوى

 

يـا ويـلـنـا بـات الـلـقــاءُ يـخـيــفـــنــا

مـاذا نـقــول وأيــن أيـن المـحـتـــــــوى

للمزيد:

لقاء الأمنيات مع الكاتبة “نداء علي”

الكاتبة جهاد جودة: معرض الكتاب كان محبط جدًا هذا العام

حوار مع الكاتب “مدبولي ماهر” في لقاء الأمنيات

1 Response
  1. mohamed ghonam

    حوار رائع يازينب واسلوبك ممتاز في السرد واستدراج الكاتب لاجابات مهمة وشخصية ، والاستاذ محمد وجيه استاذ راقي وحقيقي ممتن للفرصة اللى ادهالي ونشر روايتي بدار ديوان العرب وسعيد جداً بالحوار .. ربنا يوفقكوا

Leave a Reply

Skip to toolbar