حوار مع الكاتب الصحفي والسيناريست محمد غنيم

صرح السيناريست والكاتب الصحفي ” محمد غنيم” بأنه سوف يتم تصوير فيلمه الجديد ” المقاتل” بعد العيد وهو عبارة عن فيلم اكشن ودراما، كما اختصنا بحديث صحفي عن روايته ” طورهوبار”  الصادرة حديثا عن “دار ديوان العرب”.

معنا في لقاء الأمنيات السيناريست والكاتب الصحفي والروائي ” محمد غنيم” فمرحبا بك معنا

س:

هل يمكن أن تخبرنا بنبذة مختصرة عنك؟

  • اسمي محمد غنيم (٢٨)سنة، كاتب صحفي وروائي وسيناريست.
  • كتبت (عشر) سيناريوهات افلام، و(ثلاث) مسلسلات، ومسرحية.
  • نشرت أول رواية لي بعنوان (طورهوبار) مع دار ديوان العرب للنشر ومدة التعاقد عام واحد .
  • وهناك فيلم (المقاتل) وهو فيلم اكشن ودراما وسيتم تصويره بعد العيد.

س:

متى اكتشفت قدراتك الإبداعية في الكتابة؟ وكيف كان ذلك؟

  • عندما كنت في المدرسة كنت أكتب مسرحيات بالمدرسة وأمثلها انا وزملائي.
  • كتبت مسرحية ” الدكتور مهران يحارب الإدمان” وهي تشبه إلى حد بعيد قصص الكتب المدرسية .
  • عدت للكتابة مرة أخرى عندما كنت في الجامعة وقررت تعلم كتابة السيناريو، وقمت بالتعلم من خلال الإنترنت، وقمت بالسعي على شركات الإنتاج بحثا عن فرصة حقيقية.

س:

من هو الكاتب الذي تأثرت بكتاباته؟

“كونتين تارنتينو” في كتابة الحوار، ولكن لم أتأثر به كثيرا.

س:

ما هي الرواية المفضلة لديك والسبب؟

  • “شيفرة دافينشي” ” لدان براون”
  • “الخيميائي” ” لباولو كويلو”

والسبب هو انهم لديهم هوية خاصة بهم في الكتابة ولا يسايروا الموجة.

فكما نرى الآن السائد في هوليوود في هذه الأثناء أفلام الكوميكس والأبطال الخارقين، ومع ذلك هناك ” تارنتينو” و “ستيفن زايليان” كاتب سيناريو “IrishMan ” لديهم أسلوب خاص بهم في الكتابة.

س:

هل يمكن اعتبار أسامة أنور عكاشة رائدا من رواد كتابة السيناريو في مصر؟

بالطبع فهو رائد من رواد كتابة السيناريو في الدراما “السيناريو الدرامي”،  لكنني لم اتأثر به كثيرا في السينما وذلك بسبب قلة أعماله السينمائية، غير أن فيلم “كتيبة الإعدام” كان جيد جدا.

كما كان هناك  ” محمود أبو زيد” و “مصطفى محرم” في فترة الثمانينات، وكتاباتهم كانت جيدة ايضا.

س:

هل تصنف نفسك “كاتب سيناريو” أم “كاتب”  بعموم المصطلح؟

كاتب بعموم المصطلح، وذلك لأنني أستطيع صياغة أي فكر أو موضوع أو أزمة من خلال مقال أو إدراجها في  سياق قصصي أو من خلال سيناريو  وحوار يجسد شخصيات حقيقية وتعاملهم مع الأزمة وطرح الأفكار وصولا للنهاية وحل المشاكل إن وجدت بقدر المستطاع.

س:

ما هي معايير تقييم السيناريست الناجح؟ كيف يمكننا الحكم على سيناريست بأنه موهوب بالفطرة؟

 

من وجهة نظري أن السيناريست الجيد يجب أن يكون صادق، ومتناغم مع العالم الذي يكتب عنه، فمثلاً إن قرر تناول مشاكل العشوائيات يجب أن يكون قريب منهم يستشعر آلامهم وصرخاتهم الداخلية فـعليه أن يناقش مشاكل تؤرق سكان العشوائيات مثل “ملف الجوع”  و “الفقر”  و “الجهل” ،  وليس كالبعض من الكتاب الذين لم يتحملوا أمانة نقل الواقع، كما فعل بعض الكتاب السلبيين في كتاباتهم عن البلطجة وتصوير الأماكن الشعبية على أنها وكر للمخدرات والرقص والسفه! .

و لا يمكنك الحكم على أى موهبة بالفطرة بدون وجود مشروع مادي يبرز موهبتك، وهذا لن يحدث بدون جهد حقيقي وعمل بشكل دؤوب، ومحاولات عديدة من مشروع مصغر حتى يبلغ همة إكمال مشروع احترافي بكل سهولة وتلقائية.

س:

ما رأيك في كتاب السيناريو المتواجدين حاليا على الساحة الفنية؟

قبل الإجابة على هذا السؤال وأنا لا أرى في نفسي كاتب مخضرم كي أحكم على غيري، ولكن المجال الفني  بشكا عام أصبح يعاني من حالة كساد بالفكر واختلاف الأفكار والتجديد ، وربما قد سمعتي عن جملة يرددها معظم العاملين بالمجال الفني ” هناك أزمة ورق ” , فالأمر أصبح يسير بالعلاقات والمجاملات لا بالموهبة على الإطلاق ,,, وكثرة انتشار الورش الفاقدة للهوية، وثقافة وفكر المؤلف كل هذه العوامل زادت من ضحالة الأمر .

فهناك مؤلف يقتبس أفكار من أفلام غربية وينسبها لنفسه، وقد تحدثت عن أكثر من عمل تم إنتاجها في هذا العام وقد ظهر بهم الاقتباس والتأثر واضح جدا من أفلام غربية كـ فيلم “وقفة رجالة” المقتبس من فيلم “last vegas” وفيلم “عمار”  متأثر بشكل طاغي بالفيلم المشهور “the shining”  ولا يوجد مجال للإبداع بسبب عدم وجود فرص حقيقية للموهوبين إضافة إلى ” دخلاء” الوسط، ويجب ضخ دماء  جديدة  بمجال كتابة السيناريو لحل هذه الأزمة المتفاقمة.

س:

كيف يتحول الكاتب من كاتب موهوب بالفطرة لكاتب محترف؟

لكي يصبح الكاتب الموهوب محترف فعليه أن يفعل كما نصحنا “جيمس كاميرون ” وهو كاتب فيلم “تيتانك” ومخرجه، حيث نصح أي  كاتب مبتدئ في عالم السينما أن يتعلم بالممارسة، لذلك فـعلى كل كاتب أن يستهل في تسطير أول مخططاته الأدبية ويبدأ في تطويرها بكل هوادة وانضباط حتى يصل لمستوى معين من القناعة نحو موهبته ، وقتها سيجد طريقه للاحتراف تلقائياً وبسهولة، وهذا ما حدث معي حيث مشروعي الأول كان مجرد رتوش وشخبطة ، وعندما أقرأه اليوم أضحك وأسخر من كتابتي له ، ولكن في حقيقة الأمر أن هذا المشروع جعلني أتقن اليوم الكتابة لأنني طورت من المشروع كثيرا،  وجعلته بالنسبة لي بمثابة “فأر تجارب” وصححت من خلاله أخطائي، وتعرفت على نقاط قوتي فضاعفتها ونقاط ضعفي فعملت على إصلاحها.

س:

هل يمكن احتراف الكتابة كمهنة أم أنه يفضل لها أن تكون هواية بالإضافة للعمل الأساسي؟

بصراحة هذه معضلتي الوحيدة مع مهنة الكتابة، أنها ليست مهنة وغير معترف بها كمهنة ولهذا فـأنا أعاني كثيرا منذ قررت اختيارها كـمهنة ومستقبل لي،  وبالطبع لا أستطيع الجمع بين الكتابة والعمل لذلك كان لابد من أن أخسر ضلع مقابل الآخر وفي النهاية اخترت الكتابة.

س:

هل يمكن الإعتماد على الكتابة كمصدر دخل للكاتب؟

في البداية صعب بل صعب جداً، حيث أن الكتابة لا تدر أي أموال خاصة بفترة ما قبل الشهرة والتي أعيشها الآن، ولتبسيط الأمر للجميع نقول أن  الكاتب عليه أن يمر بثلاث مراحل خلال حياته،  المرحلة الأولي يعطي بدون مقابل وهو ما أفعله اليوم خاصة مع كتابة الرواية والسيناريو ، المرحلة الثانية مرحلة عادلة تعطي وتحصد نتاج عطائك،  أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التجلي لا تعطي شيء ولكن بالمقابل تحصد الكثير من المال، وهذا هو حال المؤلفين الكبار الذين يشيدون ورش كتابة يكد بها الشباب المبتدئ وهم بالنهاية من يوضع اسمهم بالتتر ويقبضوا الملايين.

س:

رأينا نشاطك الواسع على مواقع الكتابة ككاتب محتوى محترف فكيف وصلت لهذه الدرجة من الإحترافية؟

أكتب بمواقع الصحافة الحرة مثل “موقع الامنيات برس” ولدي مدونة بـإسمي،  ولكن لا أهتم بها  كثيرا ومحبط بعض الشيء بسبب قلة زوارها، أما بالنسبة لموقع ” الأمنيات”  فهو موقع قدم لي الكثير من  الدعم المعنوي والتقدير لـقلمي وكتاباتي وأشعر بالإحتواء والإحترام مع إدارته الراقية.

س:

هل يمكن أن تخبرنا أكثر عن رواية ” طورهوبار” ؟

روايتي هي رواية “فانتازي” ا كنت في البداية  عازم على كتابتها كـسيناريو، ولكن تراجعت في النهاية، وذلك لأن السوق المصري لا يهتم بهذه النوعية من الأعمال،  فقررت أن أحولها لـرواية خاصة وأني لم أجرب هذا المسار من قبل ، وبالفعل انتهيت من كتابة الرواية ووجدت دار” ديوان العرب” والتي تبنت الرواية ونشرتها وكان هذا الإنجاز البسيط يمثل لي “عودة روح الكاتب”  يسري بصدري مرة أخرى بعد  إحباطي ومكوثي بفترة اكتئاب خاصة بفترة حظر كورونا بالموجة الأولى.

س:

لماذا اخترت اسم ” طورهوبار” وماذا يعني؟

الاسم هو “طورهوبار” وهو محور أحداث الرواية فـروايتي تدور بين عوالم مختلفة، وهي تمزج بين الواقع والخيال  وما وراء الطبيعي،  والسريالية التي رسمت بها الشخصيات والأماكن والأحداث تعود للعصر الفرعوني بفترة زمنية كان بها المتعبدين يصطفوا أمام المعابد الوثنية ليقدموا القرابين والرغبات للكاهن طورهوبار ، وعندما قرر النخبة وكبار القوم أن يغضبوا عليه أصبح “طورهوبار”  مجرد بقايا رفات بين أطلال معبده،  وبـ عصرنا الحالي هناك أشخاص أكثر مأقط من “طورهوبار”  يبحثوا عن رفاته لـ إحياء مرقده والإستفادة من نهوضه لعالمنا لسر شنيع وغامض .. ومع تتابع أحداث الرواية هناك المزيد من الأحداث الشيقة والألغاز والمفاجئات.

س:

ما هي مشروعاتك القادمة؟

حاليا لدي فكرة رواية، ولكنني لازلت غير متحمس للبدء في كتابتها.

للأسف الكتابة ليست مهنة سهلة كما يعتقد البعض، ولكنها تحتاج إلى ذهن ،  وأن تكون نفسية الكاتب جيدة وتوافر الهدوء وهذه الاسباب لا تتوافر  في أوقات كثيرة، وخصوصا في فصل الصيف.

س:

ما هي أمنياتك للمستقبل؟

في الحقيقة أتمنى أن أصبح معروف، عندما اشاهد بوستر فيلم أو تتر مسلسل يستوقفني دائما “اسم المؤلف” أو “السيناريو” ، ودوما ما يصيبني الذهول فاغمض عيناي واتخيل اسمي مكتوبا بدلا منه، لكن الموضوع صعب جدا  ومرهق نفسياً، لذلك أسعى دائما لكي تخرج كتاباتي للنور.

اتمنى هذا العام أن يوفقني الله ويعوضني على تعب السنين الفائتة، وأن تحقق  روايتي النجاح حتى ولو كان بسيطا كبداية ليا، وأشكر حضرتك على هذا الحوار اللطيف .. وأشكر موقع “أمنيات برس” على دعمهم الدائم ليا وشكر خاص للأستاذ عمر على تقديره واحترامه.

 

“اقتباس” من روايات الكاتب الصحفي ” محمد غنيم”

” القصة رغم جرأتها الفكرية وخيالها السريالي , هي تقترب من بؤرة واقعية عن عوالم كثيرة اكتسحت مجالس العلم كـالمنصات الإلكترونية والصفحات التواصل الاجتماعي التي تستغل ركاكة الوعي الديني و الثقافي لدى الشباب وتبيع لهم السُم بالعسل , و أفكارهم الشيطانية خلف مفاهيم التحرر والتحضر , فالمعركة القادمة لن تكون أقل مأقط من معركة ” طورهوبار ” بل ستكون نفسية تلعب بالأحلام والطموح حتى تجعلها واهنة تذعن أمام أي أفكار صاخبة مُنتهكة للمُسلمات الروحانية والآدمية , فحمي الوطيس لذا وجب التأهب لمواجهة ” طورهوبار  ” العصر  ”

إقرأ أيضاً

“دعاء عبد الرحمن” : الجزء الثاني من “داو” قريبا

عمرو علي مؤلف رواية ناجيني :”أحب العراب وتمنيت مقابلته!”

حوار مع الكاتبة الصحفية” أية الفقي “

6 Responses
  1. Osama Yoseif

    حوار أكثر من رائع وبالتوفيق دائماً إن شاء الله.واتفق تماما مع أراء الأستاذ محمد غنيم فعالم الكتابة الساحر ،كما يراة البعض هو عالم عمل شاق ومستمر بإستمرار لكنه يستلزم الصبر والمثابرة وبكل تأكيد لابد أن تحب ما تعمل .وانتظر قراءة الرواية منذ أن رأيت إعلانه الأول عنها .
    وبالفعل يمتلك دان براون أسلوبا فريدا ومتميزا في طريق السرد والإنتقال بين الأحداث علي سبيل المثال في رواية شيفرة دافنشي تجد الكاتب يجبرك علي تعلم الكثير حول ليوناردو دافنتشي وأعماله بل ويظهر لك الخفايا في تلك الأعمال والأبحاث العديدة حول المعاني والرموز والدلالات.
    ولكن من أهم لفت نظري من شغفى الشديد لكتاب مثل دان براون وجيمس باترسون هو أن الكتابة في عالمهم أصبح لها مفهوم وواقع جديد أستطاعوا فرضة علي أساليب الكتابة الحديثة .بالإضافة إلي الحبكة الدرامية وجذب القارئ وراء الأحداث فهم يقدمون لقرائهم وجبة دسمة وهائلة من المعلومات المتنوعة التي تثري عقل القاريء وتفتح له أفاقا جديدة من المعرفة لم يقترب منها من قبل .وتعتبر تلك طريقة هادفة وجذابة وعالية القيمه .وفي سبيل ذلك نجد أن الكاتب بعد أن يحدد بداية وإطار فكرتة الرئيسية يبدأ في الإستعانه بمتخصصين حقيقيين لتزويده بكل المعلومات الحقيقة والصحيحة مما يجعل في النهاية العمل متكامل وبناء ومحبب لكل قارئ نهم .

  2. mohamed ghonam

    حوار ممتاز .. تشرفت جداً بمعرفتك يااستاذة زينب .. وشكراً لـ موقع أمنيات على دعمهم الخالص وللاستاذ عمر

  3. Islam Salah

    حورار رائع و جميل مع صديقي و اخى الكاتب و السيناريست محمد غنيم ، و كما يقولون بحكم صداقتنا ان شهادتي اصبحت مجروحة ، ولكن هي حقيقة ان محمد غنيم من اقوى الكتاب الذين قرأت لهم ، دائما له رأي ناقد و نظره فنية و صاحب كلمة حق لا يخاف من قولها .. تمنياتي له بدوام النجاح و التوفيق و مجهود كبير أستاذة زينب بالتوفيق دائما لحضرتك

  4. Dr-Osama Ramadan

    بالفعل كاتب السيناريو الجيد ، في رأيي ، يجب أن يكون صادقًا ومنسجمًا مع العالم الذي يكتب عنه. إذا أراد معالجة المشاكل في الأحياء الفقيرة ، على سبيل المثال ، يجب أن يكون قريبًا منهم ويختبر حزنهم الداخلي وصراخهم. عليه أن يتصدى للقضايا التي يعاني منها سكان العشوائيات ، مثل “ملف الجوع” و “الفقر” و “الجهل” ، بدلاً من تصوير الأماكن الشعبية على أنها وكر للمخدرات والرقص والحماقة .

Leave a Reply

Skip to toolbar